إلهي...
خلقتنا و أمرتنا أن نتأمل أنفسنا لنصل إليك...
فانصرفنا عن أنفسنا و تأملنا نواقص غيرنا فضاع منا الطريق...
صرنا نسأل لماذا خلقنا؟
اصبحنا نتسول فى دنياك نبحث عن سواك...
ضاع منا الأمان عندما بحثنا عنه فى عيون بعضنا...
فكلما تلاقت العيون لم تجد سوى الحيرة و الضياع و السؤال الأزلى...
لماذا خلقنا؟
اااااااه يا إلهى...
خلقت لكل انسان جمالا لا يكفيه ألف عمر على عمره كى يشعر به و يحمدك عليه...
فماذا فعلنا؟
انصرفنا عن جمالنا بغيرنا فصرنا نحسد غيرنا على جمالهم و تمنينا لو زال هذا الجمال عنهم...
خلقتنا و منحتنا بداخلنا قوة حب نستطيع بها أن نحول العالم إلى قطعة من الجنة...
فماذا فعلنا؟
غفلنا عما بداخلنا و صار كل منا يطالب الأخر بما لديه من حب...
و لكن...
اذا كان كل منا لا يدرك ما بداخله فكيف يبدى ما لا يعرف لمن سواه...
إلهي...
خلقت لنا عالم يتوه فيه العقل و القلب مما يضمه من أيات و جمال...
فماذا فعلنا؟
اغلقنا علينا بيوتنا و رضيناها قبور ندفن فيها أحياء بإرادتنا...
إلهي...
أردت لنا أن نعيش على أرض واحدة تظلنا سماء واحدة...
فماذا فعلنا؟
قسمناها إلى عدد لا يحصى من الأرضين و ملأناها بالغموض...
صارت كل جماعة تشعر بداخلها أنها الكون و ما عليه...
إلهي...
ذات يوم قال قائل يذكرنا بأنفسنا: أتحسب أنك جرم صغير و فيك انطوى العالم الأكبر...
فماذا تذكرنا؟
إلهى...
أمرتنا أن ننظر إلى الماضي و نستلهم منه العبر...
فماذا فعلنا؟
بحثنا عن مستقبل لا نعلم كيف نريد أن يكون...
إلهى...
إن القلب يدمع من الخجل...
و العقل عاجز عن ادراك كل هذه العظمة...
و النفس لا تكاد تصدق أن هذا الجسد الفانى تكمن بداخله روح خالدة تبحث عن عالمها...
ذلك العالم الذي تريدنا أن ننعم فيه...
إلهي...
و عدتنا بأننا سنجد الطريق اذا عرفنا انفسنا...
إلهى أنت القائل: و فى أنفسكم أفلا تتفكرون...
فماذا سنفعل؟