أكد العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل أن مصر قادرة على صناعة المستقبل لتحتل مكانها الطبيعى بين دول العالم المتقدم فى العلم ، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن التعليم يعد قضية أساسية ومحورية ليست لمصر فقط بل كافة الشعوب المتقدمة ومن المكونات الأساسية في حقوق الإنسان وذلك العلاقة الواضحة بين التعليم الجيد المتميز وتقدم الشعوب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.
وقال زويل - خلال الندوة التى عقدها بدار الأوبرا المصرية ضمن الصالون الثقافي بعنوان (التعليم بين الحاضر والمستقبل) - إن التعليم الأساسي هو البنية الأساسية لبناء إنسان المستقبل ، مشيرا إلى أن التعليم ليس فقط الأكاديمي لكنه في النهاية منارة الثقافة والدافع الحقيقي لثقافة الشعوب وتقدمها وزيادة القيم الإنسانية والاجتماعية.
وطالب بمزيد من دعم عمليات البحث العلمى وبمشاركة المجتمع المدنى بشكل مباشر في العملية التعليمية ، مشددا على المراحل التي يجب أن يكون عليها التعليم بداية من التعليم الأساسى مرورا بالمرحلة الثانوية التعليم العالي والجامعي ، ومشيرا إلى ضعف الإعلام العلمي العربي مقارنة بأمريكا والدول الأوروبية.
وشدد زويل على ضرورة إنشاء مؤسسات قومية لتميز البحوث المتقدمة وأهمية استخدام المعلم أساليب التكنولوجيا الحديثة في التعليم وتشجيع الدارسين على البحث العلمي من خلال الدعم المادي والمعنوي ، مشيرا إلى أهمية زيادة البعثات الخارجية ومنح الدارسين.
ونفى العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل أن يكون هناك صراع بين الدين والعلم كما يشير البعض ، موضحا أنه عبر العلم والأيمان تبنى القواعد الإنسانية وضرب مثالا على ذلك بأن مصر بالإيمان القوى والنهوض الفكري استطاعت أن تبنى قواعد المجد في الماضي كما أنها قادرة على صناعة المستقبل.
وأشار زويل إلى أن الأكاديمية الفرنسية وصفت الحضارة المصرية القديمة بالعبقرية ، خاصة وأن المصريين أول من عرفوا الزمن وحددوا التقويمات ، وأعطى مثالا لعبقرية المصريين القدماء حيث أثبتت الأبحاث العلمية التى أعلن عنها مؤخرا فى باريس أن المواد التي اكتشفت بمقابر الملكات الفرعونية للمكياج والتجميل تم تحضيرها بطرق علمية.
وقال إن العلم الحديث لم يكن يتصور توصل الفراعنة لذلك فى أماكن أشبه بالمعامل المعروفة حاليا ، موضحا أن هذه المواد التى اكتشفت بعد تحليلها تبين للعلماء أن قدماء المصريين صنعوها وأنها قادرة على زيادة المناعة في الخلايا وتؤدي لشفاء الجلد والعيون.
وانتقد زويل التكدس في المدارس والذي يؤثر على استيعاب الطلاب في الفصول، كما انتقد الطرق البالية في المدارس المصرية والتي تتبع "التلقين"، وهو ما لا يتناسب مع عصرنا الحديث ، موضحا أن العالم يدرس علوم الفضاء والاكتشافات العلمية وهو ما لا يناسب مع طرق التلقين ، وداعيا إلى الاهتمام بالمدرس وزيادة مرتبات المدرسين لأمر الذي سيحفزهم على التميز والإبداع وتأدية واجبهم بأمانة.
وأشار إلى أن هناك ضعفا فى الدور الحيوي للقيمة الدينية الحقيقية والذي تم استبداله بما وصفه زويل "الجنون العقلي و"الإرهاب الفكري" ، موضحا أن قيمة الدين عظيمة وبعض العلماء استمدوا علمهم من المسجد.وحذر زويل من ضعف الثقافة واللغة العربية وخلق ثقافات داخل الثقافة خاصة بالنسبة للمدارس الأجنبية التى تعلم لغاتها وثقافاتها وتجنب الثقافة العربية فتتحول بذلك إلى "جزر منفصلة"تؤثر على الثقافة العربية ، وطالب بأن يتم الاهتمام داخل هذه المدارس بالثقافة الأصلية للبلد وهى الثقافة العربية واللغة العربية ، بعيدا عن التربح أو التأثير على المتلقين.
ودعا العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل إلى تغيير أساليب المنظومة التعليمية بشكل عام فى المدارس المصرية ، وإتباع المنهج العلمى القادر على بناء الشخصية المصرية ، وإعادة الهيبة للمؤسسات الجامعية وتقدير الأستاذ الجامعى ، ولابد للحرم الجامعي أن يكون منبرا للعلم والثقافة والفكر وليس مكانا للمنازعات السياسية والحزبية وعليهم الناقش والحوار بمنظومة جامعية معتدلة.
وشدد على أهمية مشاركة الأفراد والهيئات المجتمعية فى تمويل الجامعة ووجه دعوة للقادرين لتمويل الجامعة المصرية والارتقاء بنظم التعليم والبحث العلمي بها ، موضحا أنه لا يمكن أن تحدث نهضة علمية للبحث العلمى فى مصر إلا بمشروع قومى يلتف حوله كل المصريين ويكون له قاعدة علمية ثابتة إضافة لنظام تمييز أكاديمي للباحث، وإعادة الكرسي المتميز للباحث. جريده الدستور