زرادشت (الجزء الأول)
يعتبر زرادشت واحداً من أهم الشخصيات الدينية التي أثرت على مجرى الحياة الروحية عبر تاريخ الحضارة. ولا تكمن أهمية هذا النبي والمعلِّم الأخلاقي الكبير في مدى الانتشار الجغرافي والزماني للديانة الزرادشتية التي قامت على وحيه وتعاليمه بقدر ما تكمن في مدى تأثير أفكاره على الديانات العالمية اللاحقة
والان یوجد حوالی 3000 ایرانی یعیشون فی ایران و یعتنقون الزرداشتیة وتعترف بیهم الجمهوریة الاسلامیة فی ایران .......... وهو ما سأتحدث عنه تفصیلیلاٌ
من هو زرادشت؟
لزاردشت أسماء متعددة. زرادشت، زوردشت، زرتشت، زاردشت، زوردسترا و له إثنا عشر اسماً آخر واسمه في (الآفستا) زرادسترا وأسبيتامازرادسترا ويسميه الأوربيون (زرواستر) وفي البهلوية (زراتوشت) وبالفارسية الجديدة (زردشت)
و "زار" تعني اللغة أو الحديث و"دشت" تعني الحقيقة والإستقامة أي (الناطق بالحقيقة) ولكن يذهب البعض من المؤرخين الى القول بأن زارد تعني الأصفر (زر) وأوشترا بمعنى أوشتر وهو الجمل أي صاحب الجمل الأصفر .
و والد زرادشت هو (پورشب)أحد أبناء (فريدون)الذي كان ملكاً على إيران وزرادشت هو ابن (پورشب)بن دوخد بن هاتي كاتاسبا ويستدل من كتب زرادشت بندهشين، زادسبادم، ويكركارت، دينجة، أن نسبه يتصل ب(منوشهر بن إيرج بن فريدون) وأن اسم والدته (دوخدو) وهي من نفس عائلة أبيه.
وقد اختلف المؤرخون حول زمن وسنة ولادته ويرى البعض أنه ولد في بداية القرن السادس قبل الميلاد والبعض الآخر يميل الى الاعتقاد بأنه ولد في القرن العاشر قبل الميلاد وآخرون يقولون أنه ولد قبل الميلاد بستين قرناً ويدعي أصحاب النظرة الثانية أن دارا ملك الفرس المشهور كان يدين بالزرادشتية فيما بين سنتي521-485ق.م أو سنة 479ق.م وجعلها دين الدولة الرسمي وتم الإستدلال على ذلك مما ورد في كتابات ونقوش (بهستو) ولكن اعتماداً على الآثار والحفريات القديمة وخاصة النقوش والمخطوطات الآشورية يمكن القول أن الزرادشتية كانت موجودة في دولة ميديا قبل الملك الإيراني كي خسرو (قورش) بمئتي سنة هذا الملك الذي حكم إيران بين سنتي 558-530ق.م أي قبل الميلاد ب714عام لأن اثنين من ملوك ميديا سميا نفسيهما (مزداكا) التي جاءت من كلمة مزدا وبما أن زرادشت كان يطلق على إلهه اسم (أهورا-مزدا) فيمكن عندئذ الاعتقاد بأن هذين الملكين الميديين كانا يعتنقان الديانة الزرادشتية ولهذا فمن المفروض أن تكون هذه الديانة منتشرة قبلهما بمئات السنين بل ،ربما الألف سنة.ويعد أصحاب النظرة الأولى على أن الزرادشتية كانت منتشرة قبل الميلاد ب ستمائة عام ويمثل هذا الاتجاه كل من درمستد وهواردن الفرنسيان وويست بروان الانكليزي وجاكسون الأمريكي وهؤلاء العلماء والمؤرخون يميلون الى الاعتقاد بأن ظهور زرادشت كان في النصف الأخير من القرن السابع قبل الميلاد وكانت ولادته في سنة 660ق.م تحديداً وقتل في عام 583ق.م وكان عمره سبعاً وسبعين عاماً وأن موطن ولادته هي أذربيجان وجاهر برنيه في مدينة بلخ في عهد الملك(كشتاسب).
ويعتقد البعض بأنه هاجر من فلسطين الى إيران وهناك ألف كتابه ونشر أفكاره ولكنه لم يؤمن به أحد ولم يصدقه أحد وبعد حوالي العشر سنوات ذهب الى كشتاسب فآمن به الملك الإيراني وبنى له موقداً للنار ويقال أنه كان في يد زرادشت كتلة من النار لم تحرق أحداً إذا مسته كما كانت الضياء والنور.
وحسب هذا الرأي فإن زرادشت هو من أكراد ميديا ولد في منطقة أذربيجان( أتروباتين) الحالية بالقرب من بحيرة أورمية ويعتقد البعض بأنه بشر بديانته في ميديا وآخرون يميلون الى مدينة بلخ(باكيتا-بختيريا)وقد جاهر هناك بدعوته كنبي وكان موقده يسمى (أترافان)أي بيت النار وفي اللغة الهندية أترافان تعني بيوت النار وكلمة آفان كردية وأبادان فارسية واسم كتابه الذي كتبه باللغة الميدية هو (كاتاها)وهو أول وأقدم كتاب كتبه في ميديا.
وعندما ولد زرادشت احتفلت كل مظاهر الطبيعة، وحدثت سلسلة من المعجزات التي رافقت ذلك الحدث المهم في تاريخ الكون وتاريخ الإنسانية. أما الشيطان فقد هرب واختفى من على وجه الأرض وحاول إهلاك الرضيع. فلما اقتربوا منه تكلم في المهد وتلا صلاةً للربِّ طردت الشياطين. وعندما شب على الطوق جاء الشيطان لكي يجربه ووضع في يده سلطان الأرض كلِّها مقابل تخلِّيه عن مهمته القادمة، ولكن زرادشت نهره وأبعده عنه.
انخرط زرادشت منذ صغره في الكهنوت وصار كاهناً على دين قومه. وكان ينتمي إلى فئة خاصة من الكهان تدعى زاوتار، يتميز أفرادها بسعة العلم والخبرة في الشؤون الدينية،.و ما لبث زاردشت أن انشق على المعتقدات التقليدية التي نشأ عليها وأحدث انقلاباً دينياً كان له أعمق الأثر على الحياة الروحية للإنسانية .
وعندما كان زرادشت في الثلاثين من عمره جاءه وحيُ النبوة من السماء يأمره بالتبشير والدعوة إلى دين الله الحق. فبينما كان يشارك في إحدى المناسبات الطقسية دعت الحاجة إلى بعض الماء، فتطوَّع زرادشت لجلبه ومضى إلى النهر القريب حيث خوَّض حتى ركبتيه وملأ وعاءه. وبينما هو خارج من الماء، تجلَّى له على الضفة كائن نوراني، فخاف لدى رؤيته وهمَّ بالرجوع. ولكن الكائن كلَّمه وطمأنه قائلاً بأنه فوهو ماناه، أحد الكائنات الروحانية الستة التي تحيط بالإله الواحد أهورا مزدا وتعكس مجده. ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر
وانطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي.
وعزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم ، حيث أحسن ملكها كشتاسب استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده. وبذلك تم فتح الطريق أمام الزرادشتية للانتشار التدريجي .
عاش زرادشت عمراً كبيرا ، ووجد الوقت الكافي لنشر رسالته والعمل على تبسيط تعاليمه الأولى التي أوردها في الأناشيد، وذلك بلغة تقرِّبها إلى أفهام عامة الناس وتستميلهم إليها. تزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاثة ذكور وثلاث بنات؛ وكانت ثالث زيجاته من ابنة الوزير الأول لمملكة خوارزم.
ولسه حدیثی قائم عن النبی زرادشت والدیانة الزرادشتیة ...........................