رجال دين إصلاحيون يطالبون باستفتاء على شرعية نجاد
الرئيس الايراني احمدي نجاد
طهران- أ ف ب
طالب إصلاحيون مقربون من الرئيس السابق محمد خاتمي بتنظيم استفتاء على ولاية نجاد، معتبرة ان "ملايين الايرانيين فقدوا الثقة بالعملية الانتخابية"، فيما نفى اسفنديار رحيم مشائي الذي عينه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نائبا اول له الجمعة ما تردد بوسائل الاعلام عن استقالته.
طالبت جمعية رجال الدين المجاهدين المؤيدة للرئيس السابق محمد خاتمي والتي تضم رجال دين اصلاحيين الاثنين بتنظيم استفتاء على ولاية نجاد، معتبرة ان "ملايين الايرانيين فقدوا الثقة بالعملية الانتخابية".
وقالت الجمعية في بيان: "بما ان ملايين الايرانيين فقدوا ثقتهم بالعملية الانتخابية, فان جمعية رجال الدين المجاهدين تطالب بالحاح بتنظيم استفتاء... من قبل هيئات مستقلة".
وينص الدستور الايراني على ان بامكان المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي ان يأمر بتنظيم استفتاء.
وتؤيد الجمعية ايضا مقترحات الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي طالب الجمعة بالافراج عن المعتقلين والسماح باعادة صدور الصحف المحظورة لتهدئة المناخ السياسي واعادة الثقة التي فقدها جزء من الايرانيين.
من ناحية اخرى، حذر علي خامنئي الزعيم الايراني الاعلى الاثنين النخبة في بلاده من السقوط في مصيدة أعداء الامة الايرانية الذي قال انهم يسعون لسقوط القيادة الاسلامية.
وقال خامنئي في كلمة ألقاها أمام كبار المسئولين وفي مقدمتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد ان الايرانيين يكرهون أي شخص في اي موقع يحرض على عدم الاستقرار.
وتابع انه يتعين على النخبة على وجه الخصوص أن تكون على وعي بأعداء ايران، ومضى خامنئي يقول "يتعين على النخبة أن تعلم ان أي حديث أو عمل أو تحليل يساعدهم الاعداء هو تحرك ضد الامة".
في الوقت نفسه، قال موقع اصلاحي على الانترنت ان زعيم المعارضة الايراني مير حسين موسوي دعا السلطات الاثنين الى الافراج عن محتجين محتجزين منذ انتخابات الرئاسة الايرانية التي جرت في يونيو/ حزيران.
وقد شهدت إيران الفترة الماضية جدلاً ومعارضة حادة لإعادة انتخاب احمدي نجاد رئيساً للبلاد.. بدعوى تزوير الانتخابات، وهو ما أدى إلى خروج مسيرات احتجاجية ضخمة من أنصار الإصلاحي مير حسين موسوي المنافس المهزوم بالانتخابات الرئاسية امام نجاد، اسفرت عن اندلاع مصادمات عنيفة مع السلطات، ووقوع العديد من القتلى والجرحى.
وسيتم تنصيب احمدي نجاد- الذي اعيد انتخابه بنسبة 63% من الاصوات- رسميا في منصبه بين الثاني والسادس من اغسطس/آب، واثار فوزه الذي عزته لمعارضة لعملية تزوير انتخابي، حركة احتجاج غير مسبوقة منذ الثورة الاسلامية 1979 واثار انقسامات حتى داخل المعسكر المحافظ.
م جهة اخرى، جاء في بيان نشر الاثنين على الموقع الخاص للنائب الاول للرئيس الايراني رحيم مشائي على الانترنت ان "بعض مواقع الانترنت نشرت تقريرا حول استقالة مشائي من منصبه كنائب اول للرئيس في عمل منسق هدفه الاساءة للحكومة... هذه كذبة وهذه الشائعات ينشرها اعداء الحكومة".
وكانت التلفزيون الإيراني الرسمي قد افاد الاحد ان مشائي- الشخصية المثيرة للجدل والمقرب جدا من الرئيس- "استقال" من منصبه بعد ثلاثة ايام على تعيينه نائبا اول للرئيس.
ويعتبر مشائي مقربا جدا من احمدي نجاد وابنته متزوجة من ابن الرئيس، وكان مشائي اعلن في يوليو/تموز 2008 ان ايران "صديقة الشعب الاسرائيلي"، في تصريح غير معهود اطلاقا من جانب مسؤول ايراني ويتباين مع خطاب طهران الشديد اللهجة حيال اسرائيل.
وقال مشائي "ان ايران اليوم هي صديقة الشعب الاميركي والشعب الاسرائيلي، ما من امة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا"، واضاف "اننا نعتبر الشعب الامريكي من افضل شعوب العالم".
واثارت تلك التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين واعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا باقالة مشائي.
واضطر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي في نهاية الامر الى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائي ودعا الى طي المسألة.