جزائريون يشعلون ميلانو غضباً لمقتل مصري على يد مهاجرين من أمريكا اللاتينية
«سي إن إن»: الغربة وحدت المصريين والجزائريين رغم الخلاف الكروي
أزمة مباراة مصر والجزائر في أم درمان تنتهي في إيطاليا
يبدو أن الغربة قد أذابت الجليد الذي كونته المعارك الكروية الأخيرة بين كل من مصر والجزائر، حينما انتفض الجزائريون لنجدة الشاب المصري الذي قُتل منذ ثلاثة أيام في إيطاليا قبل وفاته، حيث حاولوا إنقاذ حياته ثم حاولوا الانتقام لمقتله من خلال بعض أعمال العنف التي تحاول الشرطة الإيطالية السيطرة عليها.
وقال تقرير لوكالة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية إن مهاجرين جزائريين ومغاربة ومصريين شاركوا في أعمال شغب في ضاحية بادوفا بمدينة ميلانو الإيطالية وحطموا واجهات محال تجارية وقلب سيارات وحرق بعضها خلال اليومين الماضيين، إثر حادث لاعتداء الذي تعرض له مهاجر مصري في التاسعة عشرة من عمره، يدعي حامد محمود الفايد، متجاهلين الخلاف الكروي الغاضب الذي نجم عن مباراتي المنتخبين الجزائري والمصري المؤهلتين لنهائيات كأس العالم 2010.
وقال تقرير «سي إن إن» إن أحداث العنف هذه قد جاءت عقب وفاة الفايد، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها نتيجة شجار شارك به مواطن مصري وآخر من ساحل العاج مع مهاجرين من أمريكا اللاتينية، وتحديداً من بيرو، حيث قالت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» إن مجموعة من المصريين والعرب من شمالي أفريقيا يقدر عددهم بنحو 100 شخص قد قاموا ليلة السبت بأعمال شغب بميلانو بضاحية بادوفا، حيث قاموا بتحطيم بعض السيارات وواجهات المحال الزجاجية إثر مقتل شاب مصري (19 عاما) علي يد مجموعة من مهاجري أمريكا اللاتينية بعد مشاجرة نشبت بينهما بحافلة نقل عام.
وقالت الشرطة الإيطالية بميلانو، إن مهاجرين جزائريين ومغاربة كانوا علي مقربة من مكان الحادث، دخلوا في اشتباكات مع عناصر الشرطة، وكشفت مصادر أن الشرطة الإيطالية تمكنت من التعرف علي حوالي 40 مشاركاً في أعمال العنف غالبيتهم من المصريين، وبينهم مقيمون غير شرعيين من المغرب والجزائر حاولوا التعاطف مع الضحية المصري، وفقاً لصحيفة الشروق الجزائرية.
وذكرت وكالة «انسا» الإيطالية للأنباء أن قرابة مئة شاب يتحدرون من شمال أفريقيا حطموا 17 سيارة، وهدموا خمسة متاجر تعود ملكية غالبيتها إلي مهاجرين من أمريكا الجنوبية، وقالت صحيفة «الهداف» الجزائرية في نسختها الفرنسية «إن الشاب المصري قتل في حافلة لنقل الركاب بأيدي مهاجرين من أمريكا الجنوبية، ما أثار الجالية الجزائرية، فانتفضت ضد الجريمة وأحرقت العجلات في الشوارع وأدت احتجاجاتها إلي تخريب بعض السيارات وواجهات محال تجارية». وقال تقرير «سي إن إن» أن هذا «التضامن مع الدم العربي»، كما وصفه بعض الجزائريين، الذي أظهره عرب شمال أفريقيا، من جزائريين ومغاربة، يأتي رداً علي تلك التي أثارتها حساسيات كرة القدم والتعصب الأعمي، الذي أفرزته مباريات كرة القدم مؤخراً، الذي مازال بعضه قائماً حتي الآن، ويؤكد هذا الحدث بالنسبة للبعض ما ذهب إليه المثل العربي الشائع «أنا وأخي علي ابن عمي، وأنا وابن عمي علي الغريب»، في حين قال البعض بمثل آخر هو «عمر الدم (العربي) ما بيصير ميّ». وبهذا يكون دم المصري الفايد الذي سال في شارع بادوفا بميلانو قد أصلح ما خربته كرة القدم بين البلدين.
جريده الدستور