معجزات القرآنمن ويكيبيديا، الموسوعة الحرةنسخة من كتاب القرآن
القرآن الكريم هو كتاب
الله وهو أعجوبة بإعجازه وبحد ذاته۔
[1]، وإن فيه
إعجاز أو
معجزاتالإعجاز مشتق من العجز۔
و
العجز: الضعف أو عدم القدرة۔
و
الإعجاز مصدره أعجز: وهو بمعنى الفوت والسبق۔
و
المعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة
وإعجاز القرآن الكريم : يقصد به: إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الآتيان بمثل۔
وقد تحدى
الله المشركين أن يأتوا بمثل
القرآن أو أن يأتوا بعشر سور من مثله ، فعجز عن ذلك بلغاء
العرب، وأذعنوا لبلاغته وبيانه وشهدوا له بالإعجاز، ومازال التحدي قائما لكل الإنس والجن۔
((أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)). سورة هود آية 13((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)). سورة الإسراء آية88ثم أرخى لهم حبل التحدي ووسع لهم فيه غلية التوسعة فتحداهم ان يأتوا ولو بسورة واحدة من مثلهِ، أي سورة ولو من قصار السور، فقال:
(( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )). سورة يونس آية 38 وبقي ذلك التحدي قائماً، منذ ذلك الوقت ليومنا الحاضر وقد أدرك أصحاب اللغة مقدار قوة الإسلوب القرآني وحلاوته، ولم يدركه إلا من كان مرهف الحس، وهذا الذي حدا بأحد المختصين أن يقول بأن الذي أحس به من ذلك الاسلوب معنى لا يمكن تفسيره، وقد قرر أيو سليمان الخطابي من قبلهِ عدم قدرة
العلماء عن ابراز تفاصيل وجوه الاعجاز ، فقال: ذهب الأكثرون من
علماء النظر إلى وجوه الاعجاز من جهة البلاغة لكن صعب عليهم تفصيلها، وأصغوا فيه إلى حكم الذوق.
وقال العلامة
ابن خلدون: الاعجاز تقصر الإفهام عن ادراكه وإنما يدرك بعض الشيء منهُ من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه.
وكما أن الله أيد أنبياءه ورسله بالآيات المعجزات، فقد أنعم
الله على رسوله
محمد بمعجزات كثيرة رآها الذين عاصروه، فآمن من آمن وكفر من كفر، وترك
محمد المعجزة الخالدة الباقية، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
القرآن.
وظهرت آيات بينات في إعجاز
القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية بينها الكثير من علماء اللغة قديما وحديثا وكتبوا المتون وألفوا الأسفار، ولم تزل هذه المعجزة القرآنية باقية تتحدى كل البشر على أن يأتوا بمثله.
وظهرت مؤلفات إسلامية كثيرة في العصر الحالي بينت أوجه الاعجاز من الناحية العلمية وسميت بالإعجاز العلمي للقرآن لكونها تفسر الآيات من الناحية العلمية الحديثة كما يفهمها الناس الآن لكون العلم هو لغة العصر الحالي.
الجدة الدائمإن كل كلام بشري يبلى إذا تكرر، وبقدر ترديده بقدر ما يبلى، وتسقط مكانته، ولكن
القرآن يعرف عنه بجدته الدائمة، التي لا يؤثر فيها ترديد أو تكرار، فكم كرر
المسلمون ويكررون
سورة الفاتحة وقصار السور كل
يوم وكم أعادوا تلاوة
القرآن وجميعهم يزعمون إنه لا زال جديداً على ألسنتهم، وهذه علامة إعجازية تخضع للتجربة من كل من يعرف
اللغة العربية في أي زمان ومكان، ولو أخذنا ببعض الآراء الحيادية في هذا الموضوع مثل رأي المستشرق المعروف (
ليون) حيث قال: ((حسب
القرآن جلالة ومجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليهِ لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبهِ الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس)).
المصدر من اللهإن أي كلام من كلام البشر إنما يكون انعكاساً لشخصية قائلة، وعلمه ومزاجه ونفسيته، وكل كلام يحمل صفة وروح قائلة لإنه أثر من آثاره. وقاريء القرآن المتدبر لمعانيه لا بد أن يقع في نفسه شعور بأن هذا
القرآن (كلام
الله) وإنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون كلام بشر، والوجه الإعجازي في هذه المسألة أن للقرآن سراً خاصاً يشعر بهِ كل من يواجه نصوصه إبتداءً قبل أن يبحث عن مواضيع الإعجاز فيها، فسلطان العبارات القرآنية تشعرهُ بمعاني الإعجاز القرآني وراء هذه العبارات والتي يدركها
العقل من التعبير، وإن هنالك عنصراً ينسكب من الحس بمجرد الاستماع لهذا
القرآن فإن كان غامضاً على بعض الناس الذين لايتقنون
اللغة العربية فهم يحسونه ويجعلهم يدركون بإن مصدره هو
الله.
الكلام الفريدإن أي كلام من أي
إنسان على وجه هذه
الأرض يمكن إدماجه بغيره من الكلام فلا يستطيع أحد أن يميز كلامه الذي أدمج فيه؛ لأنه بالأمكان أن يقلد الناس كلام أي أديب أو
شاعر، غير أن الوجه الإعجازي هنا إذا أخذنا
سورة من
القرآن وحاولنا إدماجها في أي كلام لابد أن تتميز وحدها وتظهر على ذلك الكلام، ولهذا قال عنه
طه حسين في كتابهِ
مرآة الإسلام :
(إن القرآن ليس نثراً كما إنهُ ليس بشعر إنما هو قرآن ولا يمكن أن يسمى بغير هذا الاسم)، ليس شعراً وهذا واضح فهو لم يقيد بقيود الشعر، وليس نثراً لأنه مقيد بقيود خاصة به وحده لا توجد في غيره وهي التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، بنغمة صوتية خاصة. وقد أدرك ذلك المستشرق الفرنسي
الدكتور موريس فقال:
(إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العناية الألهية لبني البشر، وإنه كتاب لا ريب فيه). وكان مما قاله المستشرق
جيمس متشز في مقاله :
(لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً، وأشدها أثراً في الحياة اليومية لمن يؤمن به).
قوة تأثير الإعجاز القرآنيجرب بنفسك اقرأ شيئًا من كلام البشر في موضوع من الموضوعات ثم اقرأ ما تيسر لك من
القرآن في نفس الموضوع عندئذ تشعر أنه ليس بوعظ ديني ولا إرشاد تربوي يمكن أن يضاهي هذا الكلام، ولقد أدرك هذهِ العلامة الإعجازية في
القرآن المستشرقون وقال أحدهم وهو المستشرق(س.ل):
(إن أسلوب القرآن جميل وفياض ومن العجب أنه يأسر بأسلوبهِ أذهان المسيحيين، يجذبهم إلى تلاوته سواء في ذلك الذين آمنوا أم لم يؤمنوا به وعارضوه). ويكفي المتأمل ما أحدثه
القرآن من تأثير هائل في حياة
العرب في
الجاهلية حتى جعلهم من رواد العلم والمعرفة وسادوا العالم به.
علوم الإعجاز القرآنيالتفصيل التأريخي لأحداث الرسل والأنبياء.
لقد أحتوى
القرآن على تفصيل
تأريخي للأنبياء والمرسلين السابقين وهو
التاريخ الذي لم يكن يعرف
العرب عنه شيئاً سوى الأحبار والرهبان، وكانوا على خلاف فيما بينهم، أما أمة
العرب فقد كانوا أميين لايعلمون شيئا عنه، فلما جاءهم النبي
محمد بتاريخ الرسل والأنبياء مفصلاً، أعترف به الرهبان والأحبار وصدقوه فيما روى عن ربهِ واضحاً جلياً، وخرجوا من
دين كانوا علماءه وتبعوا
محمداً.
(( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ))،
سورة هود آية 49.
الكشف عما يدور في صدور الناس وخاصة
المنافقين.
وحصل هذا في عدة مناسبات في عهد النبي
محمد، ومنها حيث كان
اليهود يبشرون بظهور
نبي قرب زمانه يخرج من بلاد
العرب، وكانوا يتهددون
العرب بأتهم سيتبعونه ويقتلونهم معه قتل عاد وإرم. فلما ظهر
محمد، وأقام في
المدينة كان
العرب المؤمنون يلقون
اليهود ويذكرونهم بما كانوا يقولون من بشارات فيعترفون ويعلنون إيمانهم ثم إذا خلا بعضهم ببعض أنكر بعضهم على بعض الأعتراف بما يعلمون من أمر النبي
محمد، لأن ذلك سيجعل
العرب شاهدين عليهم
يوم القيامة وظنا منهم إن الحساب سيكون على الشهادة فقط. فاخبر
القرآن حاكياً حالهم وكشف قولهم الذي قالوه سراً بينهم، فما كذبوا ما قاله ودخل منهم جماعة في
الإسلام.
((وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ. أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )) سورة البقرة آية 76-77.
الأخبار عن غيوب ومسائل تكون في المستقبل القريب والبعيد.
كما أخبر
القرآن عن أحداث ستكون في
المستقبل وفي عهد النبي
محمد، وبعده، فجاء مرور الأيام تفسيراً لما أنبأنا به ومن أمثلة هذا: الأخبار بأن
الروم ستغلب
الفرس في بضع سنين أي أقل من عشر سنوات، بعد أن فرح الوثنيين الكفار في
مكة بإنتصار
الفرس على
الروم، وتأهبوا على كذب ما وعد
الله في كتابه فما مرت السبع سنوات إلا وتحقق ما وعد
الله:
(( الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . ِفي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . ِفي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) سورة الروم الآيات 1-5. وقد عرف العصر الحديث أن منطقة البحر الميت هي أكثر الأراضي انخفاضًا في العالم : (( في أدنى الأرض وهم من بعد غلَبهم سيغلبون )) وقد جرت المعركة الأولى بين الفرس و الروم في منطقة البحر الميت
الأخبار عن العلوم الحديثة وعن حقائق بشكل يلفت النظر لا شك فيه.
وهو الإعجاز العلمي الذي لايمكن أن نبينه سوى قولنا إنه إخبار سابق للمحدثات العلمية في عصرنا ومن ذلك قوله:
(( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . َيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)) سورة الرحمن آية 19-20. وقد أكتشف الباحثون
[1] أن مياه البحار لا تمتزج مع بعضها البعض، بل لقد وجدوا أن مياه
البحر الأبيض المتوسط لا تمتزج بمياه
المحيط الأطلنطي عند
جبل طارق. فهناك التقاء وبينهما حاجز ،
(( أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) سورة النمل آية 61. وللمزيد من هذه الأمثلة العلمية التي لا يسع المقام ذكرها هنا نرجو مراجعة
كتاب توحيد الخالق للشيخ
عبد المجيد الزنداني.
[2]
[عدل] السبق العلميكلمة السبق العلمي تطلق كما تطلق كلمة السبق الصحفي، ف
القرآن ليس كتاب
فيزياء فلكية ولا علوم
كيمياء أو
طب أو
زراعة، أو غيرها من علوم الاستخلاف الأرضي التي فوضها
الله إلى الإنسان، الذي جعله خليفة في
الأرض، حسب قول
القرآن. ولقد حث القرآن على طلب العلم والدراسة:
((اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان مالم يعلم)) سورة العلق الآيات 3-5.
إذن ليس
القرآن كتابا علميا بحتًا لهذه العلوم يجب أن نجد فيه كل ما نشاء من الحقائق العلمية في شتى الميادين كما يتصور، بل هو كتاب هداية وتعريف لهوية الإنسان، فالتعريف لماذا خلق الإنسان وما هو دور الإنسان في هذه الحضارة، وما سيكون حاله وما ينتهي إليه وما ينتظره بعد موته. فهو كتاب علمي للسلوك البشري والأخلاق والمعاملات :
(( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)) سورة الإسراء آية 9.
أما جانب السبق العلمي ففي قوله :
((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) سورة فصلت آية 53. ولقد أصطلح العلماء على تسمية هذا السبق العلمي بالإعجاز العلمي في
القرآن والسنة
الإعجاز العلمي في القرآن والسنةمعنى الإعجاز العلمي : ـ الإعجاز العلمي هو إخبار
القرآن أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول
محمد مما يظهر صدقه فيما أخبر به عن ربه الله ، وفق أصطلاح
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
ـ الإعجاز العلمي للقرآن يُقصد به سبق هذا الكتاب العزيز بالإشارة إلى عدد من حقائق ال
كون وظواهره التي لم تتمكن العلوم المكتسبة من الوصول إلى فهم شيء منها إلا بعد قرون متطاولة من تنزل
القرآن بحسب تعريف الدكتور
زغلول النجار .
ولقد تحقق الوعد وكان مما تحقق في عصرنا هذا عصر العلوم الكونية أنه كلما تقدمت الكشوف العلمية في ميدان من الميادين كشف
القرآن للناس عن السبق العلمي له، وكشف عن معنى من المعاني التي كانت مبهمة، فهو ليس من رجل أمي لأنه يتوجب عليه أن يحيط بكل هذه العلوم الكونية البحتة، ومن الآيات الصريحة:
إنفصال
الأرض في علم ال
فلك.
لقد ثبت عند علماء
الفلك حقيقة علمية أن
الأرض أنفصلت عما في السماء، وأختلف العلماء في طبيعة هذا الأنفصال فهناك من يقول إنها أنفصلت عن
الشمس وآخرين لهم نظرية تقول بإنها أنفصلت عن
نجم آخر، وإذا كان يصعب على
الإنسان تصور هذا فإن البدوي في ال
صحراء أكثر الناس سخرية من هذا القول، غير إن هذه الحقيقة الكونية
[3] قد أجراها
الله على لسان رجل أمي هو
محمد، لا يعرف شيئا من علوم ال
فلك قبل أربعة عشر قرنا من الزمان فيما أوحي إليه من
القرآن، حيث قال:
((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ )) سورة الأنبياء آية 30.
الماء والحياة.
ولقد تضمنت الاية أعلاه حقيقة علمية
[4] أخرى لا تحتاج إلى توضيح وهي أن سائل
الماء شيء مهم وأساسي لوجود الحياة على
كوكب الأرض، ولا يوجد حاليا سائل في الأرض يصلح أن يكون وسطا صالحا للتفاعلات الحيوية في جسم الأحياء غير الماء، ولقد أكتشف أحد الباحثين إن بعض الأحياء المجهرية كال
بكتريا تستطيع العيش بدون
هواء لفترة زمنية ولكنها لا تستطيع الأستغناء عن
الماء مطلقا كما تشير الآية إلى ذلك من قبل أن يعرف البشر هذا من قبل، وإن كانت الآية تشير إلى حقيقتان علميتان فما أحرى أن يكون الخطاب موجها للكفار دون غيرهم لعلهم يؤمنون.
الفرث والدم في علم التشريح للأنسجة.
[5]بعد تقدم العلم وأكتشاف كيفية تكون ال
لبن في الأنعام، ووجد الباحثين أن الأنزيمات الهاضمة تحول ال
طعام إلى فرث يسير في
الأمعاء الدقيقة حيث تمتص العروق الدموية (الخملات) المواد الغذائية الذائبة من بين الفرث فيسري ال
غذاء في ال
دم، حتى يصل إلى الغدد اللبنية وهناك تمتص الغدد اللبنية المواد اللبنية التي سيكون منها ال
لبن من بين ال
دم فيتكون ال
لبن، الذي أخرج من بين فرث أولا، ومن بين
دم ثانيا، وذلك نص صريح تنطق به الآية في
القرآن:
(( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )) سورة النحل آية 66.
إنخفاض نسبة
الأوكسجين في ال
هواء عند الصعود إلى الأعلى نحو السماء.
[6]بعد تمكن ال
إنسان من بلوغ السماء بالطيران بوسائل النقل الحديثة عرف أنه كلما أرتفع إلى الأعلى في الجو قل الأوكسجين والضغط الجوي، مما يسبب ضيقا شديدا في الصدور وعملية ال
تنفس، وذلك عين ما تنطق به الآية قبل طيران ال
إنسان بثلاثة عشر قرنا من الزمان كما ورد في
القرآن:
((فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)) سورة الأنعام آية 125. والحرج شدة الضيق، والآية تبين أنه من عمل ما يستحق به أن يعاقبه
الله بإضلاله. فمثل حاله عند سماعه الموعظة وما يتصل بها من الإيمان ب
الإسلام،وما يصيبه من ضيق شديد كمثل الذي يتصعد في السماء، فما أدرى الرجل الأمي بهذه الحقيقة التي لا يعرفها إلا من صعد للسماء، فهذا إعجاز علمي لا ريب فيه.
الظلمات المتعددة في أعماق البحار السحيقة والأمواج التي تغشاها.
كشفت العلوم الحديثة إن في قاع البحار العميقة الكثيرة
الماء (البحر اللجي) ظلمات شديدة، حتى إن المخلوقات الحية تعيش في هذه الظلمات بلا أدوات بصرية وإنما تعيش مستخدمة حواسها الأخرى كالسمع، ولا توجد هذه الظلمات الحالكة في ماء البحر الذي يحيط بالجزيرة العربية وإنما أكتشفوها في المحيطات البعيدة عنها ذات الماء الكثير (البحر اللجي)، كما أكتشف العلماء
[7] موجا بحريا داخليا يغشى البحر وهو أطول وأعرض من الموج السطحي وتم كشفه كذلك بواسطة الأقمار الصناعية، والآية القرآنية تقول:
(( َأوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)) سورة النور آية 40. فتكونت هذه الظلمات نتيجة البحر العميق اللجي
أولا، ثم الموج الداخلي الذي يعكس
أشعة ضوء
الشمس فلا يسمح لها بالنفاذ إلى الأسفل
ثانيا، والموج السطحي
ثالثا الذي يعكس جزءا من
الأشعة، والسحاب الذي يحجب كثيرا من
أشعة الشمس فلا يسمح لها بالنفاذ إلى الأسفل
رابعا، فهي ظلمات بعضها فوق بعض وأسبابها المنشئة لها بعضها فوق بعض.
الموج البحري ومن فوقه موج آخر.
مسألة أخرى تبينها هذه الآية وهي الموج البحري الذي كان الناس جميعا لا يعرفون سوى موج واحد في البحار، فالآية أعلاه تقول هنالك موجا آخر في أعماق البحار، وأكتشف الغواصون
[8] في بداية القرن العشرين حقيقة كانت مخبوءة في أعماق البحار تلك الحقيقة التي تبين موجا آخر يقذف بالغائصين فيه كما يقذف بالسابحين عليه، وأكتشف هذا الموج الغواصين الأسكندنافيين، فمن أين ل
محمد علما بالبحار سوى إن هذا
القرآن معجزة علمية.
طبيعة الجبال كالأوتاد في علم الجيلوجيا.
الوتد يغرس في الرمل لتثبيت الخيمة، وهكذا الجبال فقد أخترقت بإمتداداتها الطبقة اللزجة التي تقع في أسفل الطبقة الصخرية التي تكون القارات، فأصبحت بالنسبة للقارات كالوتد للخيمة، فالوتد يثبت الخيمة بالجزء الذي يغرس في الصحراء وهكذا الجبال تثبت القارات بالجزء المغروس منها في الطبقة اللزجة التي تقع تحت الطبقة الصخرية التي تتكون منها القارات. ولقد تأكد للعلماء هذه الحقيقة العلمية في علوم الأرض عام 1965م،
[9] وعلموا أنه لولا خلقت الجبال هكذا كالأوتاد لطافت القارات، ومادت
الأرض وأضطربت من تحت أقدامنا، ف
القرآن يذكرنا بهذه الحقيقة بقوله:
((َوأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ)) سورة النحل آية 15.
الفساد في البيئة
[10].
ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر
القرآن عن ذلك بقوله :
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،
سورة الروم آية 41، ووصفها بالماضي لأن
القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وأنتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. وكذلك تحدثت الآية عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.
سرعة الضوء.
أثبت القرآن حقيقة سرعة الضوء وهي نفسها سرعة كل أشكال الطيف.
[11] (يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ)
علم النباتات
لقد كان معلوما للناس قديما إن الذكورة والأنوثة لا توجد إلا في الأنسان والحيوان، أما في النباتات فلم يدروا الناس حقيقة هذا الأمر إلا في الوقت الراهن بعلم ال
نبات،
[12]وتقدم علم التشريح للنبات وقد ذكر القرآن ذلك :
(( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)) سورة يس آية 36. كما كان الناس قديما يجهلون حقيقة النباتات وتكوينها وكشفت العلوم الحديثة إن النباتات تتكون من مواد أساسية واحدة هي
كربون، وهيدروجين، ونتروجين، وكبريت أو فسفور) وبعض المواد الضئيلة الأخرى، غير إن سبب أختلاف نسبة التراكيب الكيمياوية في
النبات يرجع إلى أختلاف أوزان ال
نبات في كل منها، وإن جذر كل
نبات لا يمتص من المواد في
الأرض إلا بمقادير موزونة محددة، وبهذا تكلم
القرآن لنا عن هذه الحقيقة العلمية:
((والأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)) سورة الحجر آية 19.
التراكب في الحب والثمار في ال
نباتات والصبغة الخضراء.
جهل الناس عموما كيف يتكون الحب والثمار في النبتة، كما جهلوا كيف تتكون أجزاء النبات المختلفة، وأخذ العلماء يدرسون علم
النبات وكيف يكون النبات حبوبه وثماره لعلنا نقدر على محاكاة هذه الحقيقة الغائبة عن تصورنا، ثم أكتشف علماء النباتات التمثيل الضوئي أو (التمثيل الكلوروفيلي)، حيث وجدوا أن في
النبات مصانع خضراء صغيرة (بلاستيدات خضراء)، هي التي تعطي
النبات لونه الأخضر ومنها تخرج المواد الغذائية التي تتكون منها الحبوب والثمار، وسائر أجزاءه.
[13] وبعد سقيه بالماء يخرج
النبات من البذور في
الأرض وهذه المصانع الخضراء هي أول من يخرج من الحبة عند بدء نموها، وكما قالت الآية في
القرآن:
(( وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) سورة الأنعام آية 99. فالآية أشارت لحقيقة المادة الخضراء بأنه يخرج منها الحبوب والثمار متراكبة فالحديث هنا عن الصبغة الخضراء المعروفة بالكلوروفيل لا عن
النبات.
مواقع
النجوم في
الفيزياء ال
فلكية وهي ليست كما يراها البدوي في الصحراء.
[14]إن الناظر للسماء يظن
النجوم قريبة، غير أن التقدم العلمي في علوم
الفيزياء ال
فلكية جاء ليبين لنا إن الأبعاد فيما بين
النجوم ومواقعها كبيرة جدا لا يتخيلها أو يتصورها عقل بشر، وهذه
النجوم قد خرج منها ضوءها قبل فترة طويلة فمنها ما يبعد
سنوات ضوئية. عن
الأرض ومنها ما يبعد عدة ملايين من
السنين الضوئية. ومانرى في الحقيقة سوى مواقعها التي غادرتها في غابر الأزمان، وهذه الحقيقة بقيت مجهولة حتى مطلع القرن العشرين، حيث بينت المراصد ال
فلكية بعد المسافة إلى هذه الأجرام السماوية وكوننا لا نرى سوى مواقعها التي غادرتها وهذه
النجوم تنطلق في
الفضاء بسرعة كبيرة لا يعلم مداها وهي تضيء وينطلق ضوءها من حولها، وهي كما قالت الآية:
((فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)) سورة الواقعة آية 75- 76.
البرد من فوق كالجبال في السحب الركامية.
[15]ومن مزايا السحب الركامية أنها تمتد رأسيا إلى علو خمسة عشر كيلومترا أو أكثر، وبذلك تظهر لمن ينظر إليها عن بعد كالجبال الشاهقة. وتتيح فرصة النمو في الإتجاه الرأسي نشوء السحب الركامية عبر طبقات من الجو تختلف درجاتها الحرارية أختلافا بينا، فتنشأ بذلك الدوامات الرأسية وتتولد حبيبات البرد، ولهذا فإن السحاب الركامي هو وحده قادر على توليد حبيبات البرد الثلجية وهذه حقيقة علمية بحد ذاتها تفسرها الآية
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَأباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)،
سورة النور آية 43. وهكذا يقرر الجزء الأول من الآية مراحل تكون السحب الركامية الممطرة بالرغم من إن الإنسان لم يتوصل لهذه الحقيقة إلا في الماضي القريب، وعندما أستخدم العلماء الرادار في أعقاب الحرب العالمية الثانية تبين لهم أن السحب إنما تبدأ على هيئة عدة خلايا أو وحدات من السحب التي تثيرها تيارات الهواء فتتوحد وتكون السحب الركامية، ثم يخصصها بالنمو الرأسي حتى تصير كالجبال فعندئذ تجود دون غيرها من السحب بالبرد، وليس من اللازم أن يتساقط البرد من السحابة بمجرد تكونه، إذ ربما يحول التيار الهوائي الصاعد دون نزوله في مكان معين حتى إذا ما ضعف هذا التيار هوى البرد على هيئة ركام لا هوادة فيه، وكأنما أنفجرت السحابة وهذا يفسر لنا المراد بقوله:
( فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ).
ال
سدم وتكونها في ال
فلك خارج
المجرة.
[16] التوسع والتمدد الكوني
[17].
حقيقة اتساع
الكون، ويظهر ذلك في القرآن:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)،
سورة الذاريات، آية 47. وفي هذه الآية معجزتان علميتان، فقد تحدثت الآية عن حقيقة الكون:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا)، وقد ثبُت أن
الكون منظم، وأن في الكون هندسة مبهرة ف
الكون يحوي أعمدة من ال
سدم ، ويحوي جسوراً من
المجرات، ويحوي كذلك خيوطاً عظمى كل خيط يتألف من آلاف
المجرات ويمتد لمئات البلايين من
السنوات الضوئية.
القوى الجاذبية بين
النجوم و
الكواكب.
(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَأوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)﴾ سورة الرعد الآية 2. وتشير الدراسات الكونية